قصة الراعي و الابل المسروقة

قصة الراعي و الابل المسروقة

قصة الراعي و الابل المسروقة

 الابل المسروقة

غالبا ما نسمع عن حقد الابل و تذكّرها لمن يعتدي عليها و انتقامها منه و لو بعد عشرات السنين، لكن قليل ما نسمعها توظف ذاكرتها القوية في أمور نافعة بعيدة عن الإنتقام و الغدر، و هذا ما سنشاهده في هذه القصة العجيبة.

كان أحد الرعاة من منطقة القصيم يمتلك عددا ضخما من الابل و كان يعتني بها جيّدا، بحيث يقدم لها الطعام الجيّد و يرويها بالماء العذب، فكان يبالغ في تكريما و يحرص على راحتها نظرا لحبه الشديد لها، بالتالي فهذه الابل كانت بصحة عالية و محط أطماع العديد من الحاقدين و السارقين.
و في إحدى الليالي قدِم رجل إلى مكان تواجد هذه الابل و تسلل بينهم مستغلا انشغال الراعي بأمور أخرى، و فك قيد الكبيرة منهن و خرج بها من المجموعة ليتبعه باقي الابل و يذهب بهم بعيدا دون أن يلاحظه أحد من سكان تلك القبيلة.
في اليوم الموالى أراد الراعي كالعادة تفقّد الابل لكنه صُدم من عدم وجودها في مكانها، فخرج يسأل السكان عليها و حتى القبائل المجاورة له بدون فائدة. لقد اختفى أثرها و لما يئس من العثور عليها حزن حزنا شديدا و قرر تخصيص مكافئة لمن يأتيه بمعلومات عنها.
و بعد عدة سنوات أحد و عند مرور أحد الرجال بالقرب من إحدى المزارع النائية، لمح تلك الابل و تأكّد من نسبتها للراعي صاحب المكافئة من عددها و أوصافها، فلم يتردّد من الذهاب إليه و إخباره عن مكانها. فرح صاحب الابل فرحا شديدا و شكر الرجل و وعده بالمكافأة إن تمكّن من إرجاعها إليه، وافق الرجل على الفكرة لكنه لا يعرف كيف يستطيع إقناع مجموعة كبيرة من الابل الرجوع معه. أخبره الراعي أن لديه حيلة ممتازة ستجعلها تعود بدون تردد، ذهب الراعي و أتى له ببعض الطعام الذي اعتاد على تقديمها لهن و طلب منه أن يبحث على الكبيرة منهن و يفُك قيدها ثم يضع البعض من هذا الطعام داخل فمها و يتركها تأكله.
تعجّب الرجل من هذه الطريقة و أراد أن عرف سرّ هذا الطعام لكن الراعي أمره أن ينفد فقط ما طلبه منه إذا أراد نيل المكافأة القيّمة، عاد الرجل إلى الابل و بحث عن الكبيرة منهن و فكّ قيدها ثم وضع الطعام في فمها و تركها قليلا ليرى ما سيقع. 
و بعد بضع دقائق نهضت الناقة و تقدمت قليلا فتبعها باقي الابل وسط اندهاش الرجل الذي لم يجد لصنيعها تفسيرا. لم تمر سوى أيام قليلة حتى وصلت الابل إلى صاحبها، فلما رآها طار فرحا و حمد الله على عودتها ثم أعطى للرجل مكافئته التي يستحقها، و أخبره أن سر عودتها هو لما ذاقت ذلك الطعام تذكرت صاحبها و قررت أن تعود له بصُحبة البقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسماء الابل حسب العمر

اسماء الابل المشهوره

ذِكر الابل في القرآن الكريم